الان – اوسلو: ثلاثون عاما من هدر الزمن والضياع والاستيطان! . جريدة البوكس نيوز

الان – اوسلو: ثلاثون عاما من هدر الزمن والضياع والاستيطان! . جريدة البوكس نيوز

البوكس نيوز – نتحدث اليوم حول اوسلو: ثلاثون عاما من هدر الزمن والضياع والاستيطان! . جريدة البوكس نيوز والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول اوسلو: ثلاثون عاما من هدر الزمن والضياع والاستيطان! . جريدة البوكس نيوز، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

بمناسبة مرور-30- عاما على اتفاق اوسلو، وبمناسبة الانهيار الرسمي العربي متمثلا بتهافت التطبيع واتفاقات الاستسلام مع الكيان، وبمناسبة صفقة القرن الترامبية التي هدفت بمنتهى الوضوح الى الاجهاز تماما على القضية الفلسطينية وتصفية كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية، لعلنا نستحضر العناوين قليلا، فقد كان من المفترض والمتفق عليه ان ينتهي اوسلو في ايار/1999 بالتوصل الى الحل الدائم لكافة القضايا الجوهرية: من الارض الى الحدود الى المستعمرات الى القدس الى المياه الى قضية اللاجئين والتي كان من المبرمج ان تتوج بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة السيادية بعد ان يكون الاحتلال قد رحل بجيشه ومستعمريه واداراته المدنية والعسكرية عن الاراضي المحتلة عام 1967، وفي مقدمتها المدينة المقدسة عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، غير ان  حسابات الحقل لم تأت على قدر حسابات البيدر فلسطينيا وعربيا، وليس ذلك فحسب، بل اعادتنا العملية التفاوضية عمليا الى المربع الاول، وكأننا ما زلنا في مرحلة ما قبل مدريد واوسلو، وكأنه لم تكن هناك مفاوضات استغرقت  اكثر من عقدين من الزمن …

فما الذي حدث اذن، وما الذي جرى على امتداد سنوات المفاوضات والسلام العبثية الماضية…؟!

وفق الشهادات والاعترافات حتى من قبل اهل اوسلو، فان هذا الاتفاق مات وانتهى وشبع موتا، ووفق الوقائع وحقائق الامر الواقع التي يقيمها الاحتلال على امتداد الجسم الفلسطيني في القدس والضفة، فان اوسلو تفكك وتناثر اجزاء  لا يمكن لملمتها، ووفق منطق الاشياء فقد تجاوزت الاحداث والمواقف والحقائق ما كان اتفق عليه قبل ثلاثين وعشرين عاما، وحسب اسحق شامير الذي كان تعهد منذ مدريد، بان تستمر المفاوضات-العقيمة-عشرين عاما، فان الامور حصلت كذلك، فنحن امام ثلاثين عاما من اوسلو التي لم يتمخض عنها سوى تكريس وتعميق الاحتلال والاستيطان والسيطرة الاستراتيجية الصهيونية على الضفة…!

كبار مهندسي اوسلو جاءتهم الصحوة متأخرة جدا، فاخذوا يعترفون بخطأ اوسلو وموته، فهاهو يوسي بيلين مهندس اوسلو من الجانب الاسرائيلي يكتب في اسرائيل اليوم تحت عنوان “اتفاق اوسلو لم يعد ذا صلة” يقول :”لا يجوز الاستمرار في تجميد استنتاجات اوسلو، فهذه هي اللحظة التي يجب فيها على اولئك الذين أيدوها ودافعوا عنها، ان يعلنوا نهايتها كي لا تصبح هي البديل العملي وإن يكن غير الرسمي ايضا، من اتفاق السلام”، وصحيفة “ذي غارديان “البريطانية تقول في تقرير من مراسلتها في القدس هارييت شيروود “ان الوزير الاسرائيلي السابق يوسي بيلين ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع طعنا في جدوى خطة الدولتين التي وضعاها، ويقولان انه ينبغي التطلع الى ما بعد اتفاقات اوسلو”.

 وبينما أعلن وزير الخارجية الفلسطيني د.رياض المالكي انه “بعد عشرين عاما من المفاوضات وجدنا انفسنا اليوم في وضع اسوأ بكثير من الوضع الذي بدأنا فيه، حيث زاد الاستيطان على ارضنا المحتله، وتزايد معه عدد المستوطنين الاسرائيليين في خرق فاضح للقانون الدولي ولمعاهدات جنيف-صح النوم “،  يعتبر رئيس “اسرائيل”الاسبق بيريز ان مرور أكثر من 20 عاما على ما يسمى بـ”عملية السلام” ليس فترة زمنية طويلة من الناحية التاريخية”، في حين  أعلن ياسر عبد ربه احد اخطر اقطاب المفاوضات والتطبيع “ان المفاوضات كانت عقيمة”.

وعن موت اوسلو اسرائيليا، نستحضر في هذا الصدد بالضرورة، أنه منذ البدايات الأولى لظهوره وحضوره على صعيد الليكود واليمين الإسرائيلي، كان نتنياهو واضحاً وصريحاً وجريئاً إلى أبعد حدود الوقاحة والاستخفاف، في التعامل مع الفلسطينيين وعملية المفاوضات، واستوعب الجميع أن نتنياهو يمثل الخلاصة المكثفة جداً للآباء المؤسسين والمنظرين والزعماء التاريخيين لمعسكر الليكود واليمين الصهيوني، وأنه قادم لطربدة ونسف”عملية السلام ” و ” أوسلو ” والطموحات الوطنية الفلسطينية.

 ولم يخيب نتنياهو ظن أحد منذ ذلك الوقت، فانتهج كما كان متوقعاً منذ البداية سياسة هجومية كاسحة ضد أوسلو والفلسطينيين، فتحدث تباعاً عن” فشل مفهوم أوسلو، وعن موت عملية السلام “، وكذلك عن” أنه سيواصل عملية البناء الاستيطاني وعن أن شيئاً لن يوقف هذا البناء لا في جبل أبو غنيم ولا في أي موقع آخر” ، وبنى نتنياهو سياسته على افتراض”أن الفلسطينيين سوف يتأقلموا ويتعودوا على خفض مستوى طموحاتهم الوطنية “، في حين وجه غير مرة خطابات نارية ضد الفلسطينيين داعياً إياهم إلى” التكيف مع الواقع وإلى تقبل فكرة أن إسرائيل لن تنسحب إلى حدود الرابع من حزيران ولن تقلص نفسها ببناء حائط برلين داخل عاصمتها ” .

ولم يتورع نتنياهو عن أن يعلن ببالغ الوضوح عن”أن الضفة الغربية يجب أن تكون جزءاً من إسرائيل –1997 “، بينما صرح وأكد في أكثر من مناسبة”أن السلام قد انهار وتحطم، وأنه لم يكن هناك عملية سلام، وقد شاهدنا انهيار الصفقة الأساسية لأوسلو-1998 “، وطالب سابقا وهو وزير مالية في وزارة شارون ب:”إبادة السلطة الفلسطينية من الوجود وطرد رئيسها ياسر عرفات من مدن الأراضي الفلسطينية”.

وخلاصة وصف فلسفة نتنياهو ومكوناتها”، أنها استندت إلى منطق القوة والعربدة والاستخفاف وفرض سياسة الأمر الواقع وإجبار الفلسطينيين والعرب على التأقلم معه”، وفرضت لغة القوة كما هو معروف سياسة افتعال الأزمات والمآزق والمماطلة والتأجيل والتعطيل والمواجهات، كما أنتجت جملة من الخرائط والمشاريع المتعلقة بقضايا التسوية النهائية وجوهرها تصفية تلك القضايا .

 فلتتحمل القيادة الفلسطينية المسؤولة عن اوسلو اذ أهدرت ثلاثينعاما من زمن القضية الفلسطينية.. ومن النهب والاستيطان والتهويد تحت مظلة اوسلو…؟!

والمفروض ان تبادر كل القيادات الفلسطينية الى إعادة ترتيب الاوراق والاولويات الوطنية الفلسطينية…!

 

* كاتب فلسطيني

[email protected]

** جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “جريدة البوكس نيوز”


وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة