الموقف الأمريكي بشأن الحوثي.. الاحتواء وليس الإزاحة

الموقف الأمريكي بشأن الحوثي.. الاحتواء وليس الإزاحة

البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول الموقف الأمريكي بشأن الحوثي.. الاحتواء وليس الإزاحة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول الموقف الأمريكي بشأن الحوثي.. الاحتواء وليس الإزاحة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

اشتراطات واشنطن لم تعد أو بالأصح لم تكن يوماً تتصل بتغيير قواعد اللعبة، بل بإدارتها والسيطرة على مخرجاتها وإعادة توظيفها لصالح تقارير وتحليلات الأمريكية في المنطقة، الموقف الأمريكية لم يتخذ قرار إزاحة الحوثي، بل احتواؤه سياسياً، بحيث يغدو خطره مسيطراً عليه، ومعاد توجيهه في سياق نظرة بانورامية واسعة الأهداف، متعددة الديناميات، محددة الغايات: جعل المنطقة في حالة سائلة قلقلة من عدم الاستقرار، ما يشرعن للوجود الأمريكي ويجعله ضابط إيقاع لمجمل متغيرات المنطقة.

خفت حد التوقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر، وجددت واشنطن تمسكها بالتسوية السياسية للملف اليمني، واستبعاد احتمالية التغيير بعملية قيصرية مسلحة للوضع اليمني، بإضعاف قوى وتصعيد أخرى، وبالتالي فإن الممنوع الأمريكي الأبرز يكمن بالخروج من تحت سقفها، ليس بتمردات عابرة محسوبة أضرارها جيداً، بل بخروج نهائي والدخول بإحلال قوى دولية بديلة -روسيا الصين- عن السيطرة التقليدية الأمريكية في مياه وحقول نفط وغاز المنطقة، ومجمل المصالح الجيوسياسية في جغرافية تمسك بعنق اقتصاد العالم خنقاً وإنفراجاً.

تقارير وتحليلات الأمريكية ترخي الحبل كثيراً، وتربط الموقف من الحوثي بتفصيلة محددة: إبعاد كل صواريخه عن ممرات الملاحة الدولية، وهو ما يحدث حالياً، مقابل تمكينه بتسوية سياسية من بسط هيمنته وبشراكة شكلية من الأطراف الأخرى على مقاليد الحكم شمالاً وجنوباّ، وهو سيناريو متفق عليه مع السعودية التي لم تخرج عن قرارها الاستراتيجي في الانسحاب من اليمن، ولم تغلق أبواب ودروب التسوية السياسية، أو توصد قنوات الاتصال المباشر مع الحوثي.

للتسوية التي يجري لها توضيب طاولة التفاوض، ستصعِّد قوى أكثر تشدداً وظلامية، وستتراجع حصص قوى أُخرى محسوبة على الرياض، وستبقى القضية الجنوبية مستنزفة بحروب مع الحوثي مسكوت عنها ومباركة، وسياسياً سيدور الحل جنوباً في محفل إقليمي، يناور فيه هذا الجميع على آلية وكيفية إنجاز مقاربة لا تحقق فيها القضية مشروعها الرئيس الانفصال، ولكنها في ذات الوقت لا يشعر أطرافها بأنها هُزمِت وأُخرجت من معادلة التسوية.

حرباً أو سلماً هناك مسار سياسي يشتغل عليه الجميع دول جوار وعواصم قرار، عنوانه ممنوع على المكونات العسكرية الموالية للرياض الحسم عسكرياً، وما يريده الحوثي الذي يتغول سيأخذه بصفقة على طاولات تقارير وتحليلات.

من صفحة الكاتب على إكس


وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة