من “سي إن إن” إلى “نيويورك تايمز”.. وسائل الإعلام الأميركية تخذل الأميركيين والجميع | آراء – البوكس نيوز

من “سي إن إن” إلى “نيويورك تايمز”.. وسائل الإعلام الأميركية تخذل الأميركيين والجميع | آراء – البوكس نيوز

البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول من “سي إن إن” إلى “نيويورك تايمز”.. وسائل الإعلام الأميركية تخذل الأميركيين والجميع | آراء والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول من “سي إن إن” إلى “نيويورك تايمز”.. وسائل الإعلام الأميركية تخذل الأميركيين والجميع | آراء، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

“سي إن إن”، شبكة الكابلات الدولية التي كانت مشهورة ذات يوم، وصحيفة “نيويورك تايمز” المرموقة، هما مثل دولة إسرائيل، لن تتمتعا أبدًا بالشرعية التي كانت تتمتعان بها في السابق على المسرح العالمي.

في 4 يناير/ كانون الثاني 2024، نشر موقع “إنترسبت” قصة تكشف عن توجيه داخلي لشبكة “سي إن إن” يعترف بأن جميع أخبار الشبكة عن غزة وإسرائيل تم إرسالها إلى مكتب “سي إن إن” في القدس، حيث تم تشكيلها من خلال رقابة الجيش الإسرائيلي. وباستثناء صحيفة “غارديان” البريطانية، فإن القليل من وسائل الإعلام الغربية، إن وجدت، أبلغت عن القصة.

ونقلًا عن موظف في “سي إن إن” الذي وصف ذلك بأنه “سوء تصرف صحفي”، قالت “غارديان” إنّ: “سي إن إن” تواجه ردّ فعلٍ عنيفٍ من موظفيها “بشأن السياسات التي أدّت إلى “اجترار الدعاية الإسرائيلية”، وإسكات الأصوات ووجهات النظر الفلسطينية في تغطية الشبكة للحرب الإسرائيلية على غزة. وأدّى الضغط من القمة إلى القبول غير النقدي بالمطالبات الإسرائيلية و”الميل المؤيد لإسرائيل” في التغطية.

بينما كان المدنيون يقتلون بشكل عشوائي من قبل القصف الإسرائيلي الكثيف، أصر مراقبو الجيش الإسرائيلي على أن “سي إن إن” يجب أن تكتب عن القنابل الإسرائيلية على أنها “انفجارات” تنسب إلى لا أحد “حتى يفكر الجيش الإسرائيلي في قبول المسؤولية أو إنكارها”

وعلى الرغم من أن متحدثًا باسم “سي إن إن” قلل من شأن الكشف قائلًا: “سي إن إن” لا تشارك نسخة الأخبار مع الرقيب، ووصف تفاعلات الشبكة مع الجيش الإسرائيلي بأنها “ضئيلة”، فقد أكّد موظف “سي إن إن” أنَّ كل شيء مرتبط بإسرائيل وفلسطين “يخضع لموافقة من مكتب القدس”.

وإذا لم يكن المكتب مزودًا بالموظفين، فإن قلة مختارة اختارها المكتب بعناية ستقوم بتحرير النسخة “بفارق بسيط للغاية”. كما اتضح أن “سي إن إن” استأجرت أيضًا جنديًا من وحدة المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي لتغطية تداعيات 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وصف موظف “سي إن إن” كيف تعمل السياسة في الممارسة العملية. ”جرائم الحرب” و”الإبادة الجماعية” هي كلمات محرمة.

ولكن بالنسبة للقرّاء والمشاهدين المطلعين على المعلومات من مصادر بديلة والمتمتعين بالمعرفة، كانت هذه المعلومات عن “سي إن إن” بالكاد أخبارًا عاجلة. وهكذا قدم الكشف تأكيدًا دامغًا لما لاحظه النقاد والناشطون عن وسائل الإعلام منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن الصوت المؤيد لإسرائيل من وسائل الإعلام المؤسسة كان واضحًا.

وفي وقت مبكر من 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، احتشد المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين خارج مكتب “سي إن إن” في أتلانتا. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت التقارير السائدة عن الإبادة الجماعية في غزة موضع سخرية، وسخرية شديدة، وعرضة للتبريرات القاسية للحملات الإسرائيلية.

وكرّرت وسائل الإعلام الأميركية باستمرار تأكيدات الجيش الإسرائيلي بأنه يستهدف “إرهابيي حماس”. وقالوا: إن قادة (حماس) كانوا يختبئون “في الأنفاق” وتحت مستشفى الشفاء وتحت المباني السكنية في المناطق المكتظة بالسكان.

وبينما كان المدنيون يقتلون بشكل عشوائي من قبل القصف الإسرائيلي الكثيف، أصر مراقبو الجيش الإسرائيلي على أن “سي إن إن” يجب أن تكتب عن القنابل الإسرائيلية على أنها “انفجارات” تنسب إلى لا أحد “حتى يفكر الجيش الإسرائيلي في قبول المسؤولية أو إنكارها”.

وكانت هذه اللغة معروفة في العديد من التقارير عبر الطيف الإعلامي، حيث استخدمت الصحف والمذيعون الفعل المبني للمجهول، وفشلوا في تحديد مصدر القنابل ومن الذي كان يسقطها.

على سبيل المثال، عندما أصابت قنبلة مدمرة للغاية تزن 2000 رطل مخيم جباليا للاجئين المكتظ بالسكان في 31 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” هذا العنوان: “تظهر الصور أن انفجارًا تسبب في أضرار جسيمة في حي جباليا بغزة”.

وتابعت الصحيفة المرموقة، التظاهر بعدم معرفة أي شيء عن “الانفجار” بخلاف ما يمكن رؤيته من الصور: “أظهرت الصور التي التقطت يوم الثلاثاء فوهة بركان كبيرة واحدة على الأقل وأضرارًا كبيرة في المباني…”الانفجار” الغامض، والدمار، والحفرة التي تُركت في أعقابه، جاءت من العدم. وفي وقت لاحق فقط حددت الصحيفة إسرائيل كمصدر.

ونقلت جوليا كونلي عن البروفيسور صني سينغ من “جامعة لندن متروبوليتان” الذي أشار إلى أن “وسائل الإعلام الغربية وليس فقط “سي إن إن”، كانت تعزز الدعاية الإسرائيلية طوال “الهجمات الإسرائيلية.”

كما تمَّ توثيق السيطرة الإسرائيلية على السرد في وسائل الإعلام الأميركية من خلال دراسات بحثية إعلامية. فعند فحص ثلاث من أكثر الصحف الأميركية نفوذًا: “نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز” وجد آدم جونسون وعثمان علي أن التقارير الصحفية تنحاز لإسرائيل بشدة.

ثم قاما بتحليل أكثر من 1100 مقالة من الأسابيع الستة الأولى من الصراع من خلال تحديد المصطلحات الرئيسية والسياق لاستخدامها. ووجدا أن الصحف أكدت بشكل غير متناسب على الوفيات الإسرائيلية، والتي تم الإبلاغ عنها بمعدل 16 مرة أكثر من الفلسطينيين، وهو انعكاس فعلي للأعداد الفعلية للفلسطينيين الذين قتلوا أكثر بكثير من الإسرائيليين.

واستخدمت الصحف أيضًا لغة عاطفية للغاية لوصف عمليات قتل الإسرائيليين، لكنها لم تستخدم ذلك مع القتلى الفلسطينيين الذين تمّ الإبلاغ عنهم دون عاطفة بلغة الأرقام المجردة. ونادرًا ما “يقتل” الفلسطينيون، وبالتأكيد لم يقتلوا أبدًا. “في أغلب الأحيان كانوا قد ماتوا للتو”، بينما “ذُبح” الضحايا الإسرائيليون على يد حماس.

مع ذلك، فقد تضاءلت أعداد الضحايا الفلسطينيين بإضافة شكوك حول دقتها؛ لأنها جاءت من وزارة الصحة في غزة. في الواقع، قوبلت كل معلومة خرجت من غزة بالريبة. على الرغم من أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، أكدت أن تقارير الوزارة عن الضحايا “أثبتت مصداقيتها باستمرار في الماضي”، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن شكّك علنًا في دقتها، وكذلك فعلت الصحافة الغربية.

في الواقع، يتعرض الصحفيون لضغوط شديدة للتشكيك في أي شيء يعلمونه من المصادر الفلسطينية. وكما قال ديفيد ليندسي، مدير أخبار “سي إن إن”، للصحفيين في مذكرة بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني: “يشارك ممثلو حماس في الخطاب التحريضي والدعاية.. يجب أن نكون حريصين على عدم إعطائهم منصة.”

دراسة أخرى قامت بها مجموعة مراقبة وسائل الإعلام، وهي “الإنصاف والدقة في التقارير- فير” نظرت في مقالات الرأي التي نشرتها صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، ووجدت أنهما قد “وجهتا النقاش عن غزة نحو منظور محوره إسرائيل”. في الواقع، إن 20% من الافتتاحيات التي نشرتها “واشنطن بوست” كتبها شخص واحد، ديفيد إغناطيوس، الذي اعترف في أحد أعمدته بأنه “يرى هذا الصراع الرهيب إلى حد كبير من خلال عيون إسرائيل”.

أولئك الذين عانوا أكثر من غيرهم على أيدي الإسرائيليين هم الأطفال والصحفيون في غزة، وربما تكون عمليات القتل هذه أكثر عمليات القتل التي لا يمكن الدفاع عنها. وهكذا تجنبت أهم الصحف في البلاد الإبلاغ المتعمق عن تلك الوفيات، وبالتالي رفضت الاعتراف بالأهمية الكبيرة التي تتطلبها هذه الخسارة في الأرواح.

من بين أكثر من 1100 مقالة إخبارية درسها جونسون وعلي، ظهر عنوانان فقط لكلمة “أطفال”، تتعلق بأطفال غزة. بالإضافة إلى ذلك، قتلت إسرائيل أكثر من 119 صحفيًا فلسطينيًا منذ بدء حصار غزة، واستهدف الجيش الإسرائيلي العديد من هؤلاء الصحفيين، لكنّ “الصحفيين” ومصطلحات أخرى مثل “المراسلين” و”المصورين الصحفيين”، تظهر فقط في تسعة عناوين رئيسية من المقالات التي تمت دراستها.

لقد شاهد العالم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة في الوقت الحقيقي على وسائل الإعلام المستقلة والبديلة والاجتماعية، وعلى البث الدولي مثل قناة البوكس نيوز.

لكن على وسائل الإعلام العريقة والمؤسسية في الولايات المتحدة، كما لاحظ الكاتب باتريك لورانس، طُلب من الجمهور الأميركي “أن يتخلّوا عن ضمائرهم، وفكرتهم عن النظام الأخلاقي، واحترامهم حيث تقتل إسرائيل وتجوّع وتشتت 2.3 مليون نسمة وتجعل أراضيهم غير صالحة للسكن”. لكن في محكمة العدل الدولية في لاهاي، قال العالم “لا”.

ويصف لورانس التغطية الأميركية لغزة بأنها “غير متوازنة بشكل فاضح وغير متوازنة” لصالح إسرائيل. وبالإشارة مباشرة إلى صحيفة “نيويورك تايمز”، وصف التقرير بأنه “عديم الشفافية”.

ومثلما لن تستعيد إسرائيل سمعتها أبدًا، كذلك فقدت وسائل الإعلام الأميركية مصداقيتها ومكانتها الدولية؛ بسبب ترديدها، بلا معنى، رسائلَ الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تغاضت عن جرائم الحرب في غزة وسهّلت ارتكابها.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة البوكس نيوز.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة