التهجير في العقل الصهيوني | آراء – البوكس نيوز

التهجير في العقل الصهيوني | آراء – البوكس نيوز

البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول التهجير في العقل الصهيوني | آراء والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول التهجير في العقل الصهيوني | آراء، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

من الواضح أن مخطط تهجير سكان غزة – بدفعهم طوعيًا! – نحو سيناء هو المخطط الرئيس الذي اعتمده العدوان الوحشي الجاري على القطاع منذ أكثر من شهر ونصف، وذلك كنتيجة لعمليات الإبادة الجماعية والتدمير الشامل الذي يشهده، في الوقت الذي يجري تجهيز الضفة الغربية للمصير ذاته.

والحقيقة أنّ التهجير ليس ردًا على عبور “طوفان الأقصى”- كما يتصور البعض- لأن العبور في حقيقته كان رسالة ضرورية للعقل الصهيوني الذي استهزأ بكل ثوابت القضية الفلسطينية منذ وصول حكومة نتنياهو المتطرفة للحكم.. رسالة ضرورية مفادها أن الشعب الفلسطيني ما زال هنا، وأنه ما زال يرفض الاحتلال والإذلال والحصار، ويصر على الحرية والاستقلال، وأنه يرفض تهويد القدس وتهديد المسجد الأقصى وإهاناته المتكررة، بواسطة المستوطنين والجنود، كما أنه لن يقبل الاحتجاز المفتوح للأسرى وتعريضهم للإذلال، وهو ما ظهر جليًا منذ وصول نتنياهو ومجانينه أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل!!

وذلك لأن “التهجير القسري” إلى جانب “الإبادة الجماعية”، هما ركيزتا العقل الصهيوني والاستعمار الاستيطاني، الذي يعدّ بدوره امتدادًا حقيقيًا للاستعمار الغربي الاستيطاني الذي وإن نجح في استيطان أميركا وأستراليا إلا أنه هُزم في الجزائر، وأنجولا، وجنوب أفريقيا، كما أنه يشبه إلى حد كبير الاستعمار الاستيطاني الذي أسس مملكة الفرنجة التي سقطت في المكان ذاته بعد ما يقرب من ٨٠ عامًا من استيطانها.

ولهذا أيضًا لم تغب المذابح وحروب الإبادة، كما لم يغب النفي والتهجير على طول تاريخ الاحتلال الصهيونيّ لفلسطين، وهكذا يجب أن نفهم العدوان الوحشي الجاري على غزة، فهو ليس ردًا على عبور “طوفان الأقصى”، بقدر ما هو امتداد طبيعي للمذابح التاريخية في “دير ياسين” و”كفر قاسم” عام 1948، كما أن التهجير من غزة- والجاري الدفع باتجاهه اليوم- هو امتداد طبيعي لعمليات التهجير التاريخية التي مارسها الاحتلال الصهيوني، فالحلم الصهيوني يعتمد بالأساس دولة يهودية خالصة لا يشاركهم فيها أحد.

قراءة في التاريخ

إن القارئ في التاريخ الصهيوني سيجد بوضوح أن اعتماد تهجير السكان الفلسطينيين من أساسيات وأبجديات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما تجده واضحًا عند مؤسس الصهيونية السياسية الحديثة “تيودور هرتزل”، ومن جاء بعده، مثل: “يسرائيل رنغويل”، و”مناحيم أوسيشكين”، و”أبراهام شارون”، إضافة لـ “بن جوريون” أول رئيس وزراء لإسرائيل الذي عمل طوال حياته السياسية على تهجير الفلسطينيين، فضلًا عن تأسيسه مشروع التهجير منذ عام 1937، وذلك عندما قال في الوكالة اليهودية: “نقطة الانطلاق والمخرج لحل مسألة العرب في الدولة اليهودية، تكمن في التوقيع على اتفاقية مع الدول العربية، تمهّد الطريق لإخراج العرب من الدولة اليهودية “.

وعلى هذا، فإن التهجير الذي يجري الدفع باتجاهه حالًا نحو سيناء ليس عفويًا أو بعيدًا عن العقل الصهيوني، بل هو جزء أصيل من صميم تكوينه، كما أنه ركن ركين في بنية المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الإحلالي، وهو يعد وفق القانون الدولي جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية، فضلًا عن أنه يمثل إعلان حرب على مصر، وهو ما يجب أن تستعد له مصر الشعبية- إذا لم تتحرك مصر الرسمية- لأنّ ما يجري هو في جانب منه يبدو مخططًا كي تبدو هجرة طوعية، في الوقت الذي تهيأت فيه سيناء لذلك بالفعل منذ عدة سنوات لوجستيًا وتشريعيًا وأمنيًا.

ليس بإغلاق المعبر

ومما ينبغي أن يكون معلومًا في هذا الظرف بالغ الحساسية، أن مواجهة هذا المخطط لا تكون بإغلاق المعبر، كما لا تكون بإطلاق الرصاص على الفارين من جحيم القصف، فالفلسطيني لم يترك وطنه مختارًا- إذا تركه- بل لأنه يعيش تحت القصف الوحشي المستمر، وقد قطعت عنه كل سبل العيش وأصبح في العراء دون أي دعم أو مساندة، بعد أن تم تدمير كل مظاهر العمران والحياة في غزة، بل ينبغي فتح المعبر الخاضع للسيادة المصرية لإيصال المساعدات للمحاصرين وإمدادهم بكل أسباب الحياة والمقاومة، فهذا ما يوجبه القانون الدولي، فضلًا عن توجيه الإنذار لمن يجبر الفلسطينيين على الهجرة عبر الحدود المصرية؛ لأن ذلك هو صورة من صور إعلان الحرب.

 

 

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة