مجزرة مواصي خان يونس.. فيلم رعب من إخراج الاحتلال

مجزرة مواصي خان يونس.. فيلم رعب من إخراج الاحتلال

البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول مجزرة مواصي خان يونس.. فيلم رعب من إخراج الاحتلال والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول مجزرة مواصي خان يونس.. فيلم رعب من إخراج الاحتلال، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

بقلم: أكرم الصوراني 

أعداد كبيرة من الشهداء، الأشلاء على الأشجار حسبما يقول المذيع، ما بقي من عقلي بالكاد يتابع ويتحمّل الأخبار وقلبي مع خالد، الفحوصات أظهرت أن لديه التهاب في الكبد.. كان اسم هذا المرض كفيل ببث الذعر والخوف إلى أن قامت القيامة في غزّة.. بعد الحرب أصبح لا شيء يخيفنا..

قمنا بتركيب المحاليل اللازمة على فرشة خالد بعد أن رفض الذهاب للمستشفى، يبدو أنه كان على حق المستشفى مُنهَك وبحاجه لعلاج على سرير كبير بحجم مدينة الخيام المنصوبه على أطرافه.. بدأنا مع خالد بروتوكول العلاج حسب نصيحة الدكتور ونصيحة جوجل ونصيحة من سبقوه في المرض وأهمها العسل والتمر وهناك من اختلف على عصير البطيخ..!

بدأت أعراض الإحباط والخمول وفقدان الشهيّه تظهر على خالد بعد سماعه نبأ استشهاد الأستاذة وهيبه معلمة اللغة الانجليزية في مدرسة الراهبات الوردية.. الأستاذة وهيبه كانت ذات مذاق مختلف لكل طلابها وزملائها وكل من عرفها، كان آخر ما كتبته على صفحتها الخاصة على فيس بوك ‘نفسي بصحن سلطه!’ أقصى أمانيها قبل وفاتها في غزّة حبة بندورة وحبة خيار وقرن فلفل حار..!

خالد حزين وهزيل.. حالته مستقرة، قادم الأيام سيتحسّن هي مسألة وقت، في غزّة هكذا يمرض الناس وهكذا يطيبون.. يمرضون من الصبر.. يقهرهم أحياناً ويشفيهم أحياناً أخرى.. أماني هي الأخرى يبدو بدأت تعاني ذات الأعراض.. الكبد الوبائي يفتك بخاصرة غزّة شأنه شأن القصف المرعب.. أصدقاء لنا ومنهم زميل أماني في جامعة الأقصى استشهدوا بمجزرة المواصي في شارع النُّص.

الجثث طارت من مكان إلى مكان، تناثرت، سقطت، ولم يبقى منها إلاّ الرُّبع والنُّص..! الصديق رامي المدهون الزميل الذي بكاه زملاؤه وزميلاته في جامعة الاقصى..

كان طَموح مُحب للحياة ومثال للكدح والصبر وتَحمّل المعاناة.. فقدته عائلته وأطفاله وجامعته وبسطته البسيطه التي ظلّ يَكدَح فيها حتى الإنفجار الذي قَلَب الأرض ودَفَن الناس أحياء تحت الرمال وتحت الخيام..! كنّا دائماً نقول ‘إحنا مدفونين بالحيا..’ لكن ولا في أيّ مرّة تَخيّلنا إنُّه فعلاً يدفنونا بالحيا!

الفَقد موجع.. والحُزن يُخيّم على قلوبنا من كل الاتجاهات.. المستقبل أصبح وراءنا وطموحاتنا وأحلامنا أصبحت من الماضي.. نَشعر بالشفقة على أنفسنا.. لم يعد يُقلقنا شيء سوى نفاذ مخزون قدرتنا على تحمّل كل هذا القهر.. نموت بأشكال وأدوات مُختلفه من دَخَنة الحطب حتى رائحة بين قوسين ‘الخرة’، وغلاء الأسعار، والقصف والدمار وطوش الزعران.. بالكوليرا، بطفح جلدي غريب، بالحَكّه، بالحساسية، بالبعوض، بحشرات ناشونال جيوغرافيك لم تتعرف عليها بعد..!

المغص يكاد لا يُغادرنا كأننا نأكل ساندويشات مغص واسهال.. وسط كل هذا الوحل يسأل أطفالي بابا ليش وعشان إيش هيك بصير فينا.. في الأجواء تحليق مُكثّف للطيران وأصوات انفجارات وأنباء عن تجدد المفاوضات!

فلسطين / غزّة / خانيونس/ رفح / المواصي / الخيمة / دير البلح / المجهول!.. #خيمة_تخيبنا

* كاتب فلسطيني من غزة 

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة