الأحلام المستحيلة لا تقبع إلا خارج الذاكرة

الأحلام المستحيلة لا تقبع إلا خارج الذاكرة..فمن أنبأك يا يورغن كلوب أن الأحلام في ليفربول وردية.. بينما الواقع أن الخريف جردها من كل أوراقها في مساء أزرق عاصف؟
الأمل الواهن تلاشى تقريبا في الجوديسن بارك..استحال إلى مسودة بالية خالية من كل نبض أحمر..
إنها طبيعة الأشياء يا يورغن..فلا ليفربول هو جلجامش الذي خاض البحور السبعة بحثا عن عشبة الخلود..و لا إيفرتون هو الأفعى التي تحولت إلى رمز طبي و صيدلي تلقف ما يأفك سحرة الأعشاب..
مدينة ليفربول ربيعها أزرق..ربيع يلخص جنون المدينة المنقسمة بين أحمر ليفربول و أزرق إيفرتون..الفوز في ديربي المرسيسايد يساوي زعامة مدينة في تلافيف عشاق هذه المدينة..
إيفرتون الخائر استعد للديربي و كأنه حياة أو موت .. كان يحمل في قلبه كل حقد الجمال على جاره الأحمر..كان لاعبوه في قمة الاستماتة و التضحية..فالفوز على الجار ليفربول بطولة و خدمة و ذكرى مريرة ستظل عالقة في حلوق عشاق ليفربول..و يا أيها الليفربولي ما أقسى أن تسمع زغرودة فرح في بيت العزاء..
مدينة ليفربول عاشت ليلة تقلبات في أمسية الديربي الشاق و المجنون..نصفها الأزرق نام قرير العين..فالقضاء على آمال ليفربول و حرمانه من بصيص أمل التتويج بالبريمرليج إنجاز يوازي الفوز بالبطولة في نظر عشاق الأزرق..
و نصفها الأحمر توقف عن النبض و كف النبش و عن التحليق في سماء ملبدة بالغرماء و الأخوة الأعداء..فقد تأكدوا أن فريقهم علق أجنحته على أجراس العاصفة..تهيض جناحاه فسقط بعد عناء سقوطا حرا مدويا ضد كل قوانين إسحاق نيوتن..
إعصار إيفرتون أتى على كل شيء أحمر..و هذا جزاء من يشتري سهرا بليل يا يورغن كلوب..

محمد العولقي