ما “التعلم بالملاحظة”؟ وكيف يؤثر في سلوك الطفل وتربيته؟ | مرأة – البوكس نيوز

ما “التعلم بالملاحظة”؟ وكيف يؤثر في سلوك الطفل وتربيته؟ | مرأة – البوكس نيوز

البوكس نيوز – اخبار – نتحدث اليوم حول ما “التعلم بالملاحظة”؟ وكيف يؤثر في سلوك الطفل وتربيته؟ | مرأة والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول ما “التعلم بالملاحظة”؟ وكيف يؤثر في سلوك الطفل وتربيته؟ | مرأة، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

تتعدد النظريات التربوية في طرق التربية المثلى للأطفال، بين تلك التي تدعو إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية وأخرى تؤمن بأن العقاب يؤدي إلى التعلم. في المقابل، يرى علماء أن قدرا كبيرا من اكتساب الخبرات يحدث بشكل غير مباشر فيما يعرف بـ”التعلم بالملاحظة”.

على سبيل المثال، في حال شاهد الطفل والديه يتجادلان بصوتٍ عالٍ ويلوحان بأيديهما، فمن الطبيعي أن يقلّد هذا السلوك فيما يطلق عليه في علم النفس “التعلم بالملاحظة”.

ويعد عالم النفس ألبرت باندورا الباحث الأكثر ارتباطا بالتعلم من خلال الملاحظة، فقد أثبت هو وآخرون أن الإنسان يميل بشكل طبيعي إلى الانخراط في التعلم القائم على مراقبة الآخرين.

الطفل والتعلم بالملاحظة
لا يمكن للطفل التعلم بمجرد المشاهدة بل لا بد أن ينتبه إلى ما يحصل حوله (شترستوك)

من جهتها، تقول الأخصائية النفسية للأطفال والمراهقين أسماء طوقان، إن التعلم بالملاحظة يبدأ في المراحل الأولى من حياة الطفل، من خلال مراقبة الطفل تفاعل وتصرفات من حوله، كالأب والأم والإخوة والأصدقاء والجيران.

ويتم ذلك من خلال مراحل التعلم الـ4 في علم النفس وهي:

مظاهر تأثير التعلم بالملاحظة

وتوضح طوقان، بأن تأثير التعلم بالملاحظة على شخصية الطفل واستقراره النفسي يكون كبيرا، حيث يؤثر على نموه العاطفي والاجتماعي والعقلي من خلال:

التعلم بالملاحظة والتقنيات المعاصرة

أما المستشار التربوي الدكتور عايش نوايسة، فيقول بدوره إن التعلم بالملاحظة “يستند إلى نظرية التعلم الاجتماعي والتعلم بالملاحظة للباحث ألبرت باندورا (عالم نفسي كندي مشهور بنظريته في التعلم الاجتماعي المعرفي)، ومن المعروف أن الأطفال يكتسبون سلوكيات عديدة من خلال النمذجة أو الملاحظة والتقليد”.

ويعتمد التعلم بالملاحظة بشكل كبير على العديد من الوسائط في البيئة التي يعيش فيها الطفل، “ومن هذه الوسائط الأهل أو الأقران، وهذا التعلم يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يتعرض فيها الطفل إلى السلوك النموذج وبشكل خاص في حال التعزيز أو العقاب، وعادة ما يترك أثرا، إما إيجابي وإما سلبي لدى الطفل”.

ويضيف، “التعلم بالملاحظة اليوم يرتبط بشكل كبير في الوسائل والتقنيات المعاصرة، التي أصبحت تفرض نفسها على نطاق الطفل التعليمي، فهو يتعلم مما يشاهد أو مما يسمع، حيث يظهر المعزز التلقائي، وهو الاستحسان الذي يراه الفرد يعطى للقدوة التي أمامه نتيجة قيامه بسلوك معين وإنجازه لهذا السلوك”.

ويرى نوايسة أن هذا التعزيز إيجابي “وهذا السر في تعلم السلوك وتقليده، والعوامل المؤثرة في التعلم الاجتماعي ترتبط بالمكانة الاجتماعية أو درجة الشهرة والنجومية، فيزداد الحرص على الانتباه للنموذج ومتابعته والاقتداء به كلما كان النموذج نجما أو صاحب شهرة”.

“وكذلك ما يصدر عن النموذج من أنماط استجابة مصاحبة وتأثيره الشخصي على الفرد الملاحظ، ودرجة حياده أو موضوعيته في العرض”، وفق نوايسة.

1-المتخصص التربوي الدكتور عايش نوايسة- (البوكس نيوز)
عايش نوايسة: يزداد حرص الطفل على الانتباه للنموذج والاقتداء به كلما زادت نجومية النموذج وشهرته (البوكس نيوز)

الملاحظة والتفاعل الاجتماعي

ويقول المستشار نوايسة إن للتعلم بالملاحظة شكلين، هما:

  • المحاكاة: ومن خلالها يكتسب الطفل واحدة أو أكثر من الأفعال التي يقوم بها النموذج، ويكون متواجدا جسديا حتى تتم المحاكاة.
  • التقمص: يكتسب الطفل نماذج وسلوكيات عامة وسلوكيات دائمة، النموذج غير متواجدا جسديا، ولكنه موجود في التقمص.

ويضيف، “ترتبط الملاحظة بالتفاعل الاجتماعي، والذي يمكن أن يكتسب الأطفال من خلاله اللياقة اللغوية وعلميات تكوين القواعد النحوية للغة”.

من جهة أخرى يعد التعلم بالملاحظة مصدرا مهما لتعلم السلوك الإبداعي، وينتج ذلك من خلال التعرض إلى عدد كبير من النماذج بحيث يعمل الفرد على استخلاص ملامح مختلفة من سلوكيات هذه النماذج لتوليد سلوكيات مبتكرة وجديدة.

ويختم النوايسة بقوله، “تجدر الإشارة هنا إلى أنه كلما تنوعت النماذج وازداد عددها، زادت احتمالية توليد استجابات جديدة ومبتكرة”.

الطفل والتعلم بالملاحظة
يكتسب الطفل من خلال المحاكاة بعض تصرفات النموذج (شترستوك)

عوامل تزيد احتمالية التعلم بالملاحظة

ووفقا لدراسات الباحث باندورا، هناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية تقليد السلوك والتعلم بالملاحظة من بعض الأشخاص، وفق ما نشر موقع “فري ويل مايند”، وفق التالي:

  1. الأشخاص الذين نعتبرهم دافئين ومهتمين.
  2. الأشخاص الذين يتلقون مكافآت على سلوكهم.
  3. الأشخاص الذين يشغلون موقعا موثوقا في حياتنا.
  4. الأشخاص الذين يشبهوننا في العمر والجنس والاهتمامات.
  5. الأشخاص الذين نعجب بهم أو الذين يتمتعون بمكانة اجتماعية أعلى.
  6. عندما تتم مكافآتنا لتقليد السلوك في الماضي.
  7. عندما نفتقر إلى الثقة في معرفتنا أو قدراتنا.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة