هل يمكن لسعيدة نغزة تحطيم النمطية السياسية في الجزائر؟

هل يمكن لسعيدة نغزة تحطيم النمطية السياسية في الجزائر؟

البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول هل يمكن لسعيدة نغزة تحطيم النمطية السياسية في الجزائر؟ والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول هل يمكن لسعيدة نغزة تحطيم النمطية السياسية في الجزائر؟، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

نغزة الخبرة السياسية ليست شرط لتولي المنصب الأعلى في البلاد

أعلنت سيدة الأعمال سعيدة نغزة، رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، ترشحها للانتخابات الرئاسية. نغزة تعتبر المرشحة الثالثة بعد ترشح زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، البالغة من العمر 70 عامًا. حنون سبق لها أن ترشحت في الأعوام 2004 و2009 و2014، لكنها لم تتمكن من كسب الأصوات اللازمة لتحقيق الفوز ,من جانب آخر، المحامية الملتزمة الدفاع عن الحريات زبيدة عسول من المعسكر اليساري وتعد هذه التجربة الأولى لعسول، لتصبح بذلك المرأة الثانية في الجزائر التي تخوض غمار الاستحقاق

إلا أنه في خطوة مفاجئة، أعلنت لويزة حنون يوم السبت سحب ترشيحها ومقاطعتها للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 7 سبتمبر، مشيرة إلى نية لإقصائها ومصادرة حريتها في الترشح. وأوضحت حنون أن هناك مشاكل سياسية خطيرة وإجراءات قانونية معقدة، واتهمت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بالفشل في إدارة عملية جمع التواقيع. كما أكدت أن الظروف السياسية العامة غير ديمقراطية وتغلق المجالين السياسي والإعلامي.

وعند إعلان ترشحها، أكدت حنون أن هذه المشاركة تمثل “انتصارًا للديمقراطية”، مؤكدة أن حملتها الانتخابية ستكون “هجومية” بدلاً من “دفاعية”.

من اليمين إلى اليسار: زبيدة عسول، ولويزة حنون المرشحة المنسحبة، بجانب سعيدة نغزة ، المرشحات في انتخابات الرئاسة الجزائرية (سوشل ميديا)

من هي سعيدة نغزة 

سعيدة نغزة أبرز سيدات الأعمال في الجزائر صنفتها فوربس أفريقيا (Forbes Africa) العام الماضي من بين سيدات الأعمال الإفريقيات الأكثر نفوذا.

بدأت نغزة مسيرتها في عالم الأعمال بأمور بسيطة مثل تحميص القهوة استيراد الأحذية والمشروبات وغيرها، ثم دخلت مجال البناء و التطوير العقاري شقت طريقها بحماس إلى عالم الأعمال وعملت في أكثر من مجال لكن عزيمتها وذكاؤها

دفعها إلى الامتداد في مجالات متعددة،ولم تكتف نغزة بتحقيق النجاح في مجال الأعمال فقط، بل أصبحت شخصية اجتماعية بارزة وتولت مناصب ريادية، في الجمعيات والمنظمات الخيرية.

سيدة الأعمال سعيدة نغزة المرشحة لانتخابات الرئاسة الجزائرية

 

كما تمثل  الجزائر في كبار المنظمات العالمية منذ عقدا كاملا  حاربت الفساد.

  • ترأس نغزة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية منذ 2016 وقد برز اسمها في واجهة الأحداث في البلاد في سبتمبر 2023 عندما نددت في رسالة إلى الرئيس عبد المجيد تبون بالعقبات التي يواجهها رواد الأعمال.

وفي تصريح لها، قالت نغزة: “اتخذت هذا القرار بعد تفكير طويل وإدراك تام بحجم الآمال الكبيرة التي يتطلع إليها الشعب الجزائري“.

وأضافت: “من واجبنا تغيير العقليات، كما يجب أن نشمر عن سواعدنا ونواجه بكل شجاعة وإصرار جميع هذه المعارك المتعلقة بمستقبلنا

وفي تصريح لها قالت نغزة كإمرأة جزائرية قررت المشاركة في الترشحات الجزائرية,  دون أن ننسى أن لنا أمهات مجاهدات و شهيدات و المرأة الجزائرية عملت المعجزات في الجزائر و هذا حقي الدستوري…

وتضيف نغزة  الخبرة السياسية ليس شرط للرئاسة دول عظمى كانوا رجال أعمال, رؤسائهم ليس لديهم الخبرة السياسية بل الرجال حولهم من يجب أن يكونوا سياسيين حقيقيين.

اشتهرت نغزة، قبل الحراك الشعبي، بتصريحاتها ضد خصمها رجل الأعمال السابق، علي حداد الذي كان يرأس منتدى رؤساء المؤسسات “الأفسيو”، والقابع حاليا في السجن.

عبرت في سنة 2017، بشكل علني، عن رفضها لتدخل حداد في الحياة السياسية، فقررت الانسحاب من مبادرة أطلقها “الأفسيو” من أجل التنديد بممارسات رئيس الحكومة، آنذاك.

في شهر سبتمبر 2023، فاجأت الرأي العام، من خلال رسالة بعثث بها إلى الرئيس عبد المجيد تبون، حيث حملت مسؤولين مجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها هذا البلد المغاربي.

وأعابت نغزة ضمن الرسالة مجموعة من القرارات والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة من أجل تسيير الملفات الاستثمارية والتعامل مع رجال الأعمال والصناعيين.

وقالت في تلك الرسالة “نحن بحاجة إلى الخروج من مقترحات المستشارين البيروقراطيين الذين يريدون إدارة الاقتصاد الوطني من مكاتبهم وبقرارات من الأعلى، دون مراعاة المشاكل الحقيقية التي يفرضها الواقع”.

خلفت تلك الرسالة غضبا رسميا في الجزائر، حيث نشرت وكالة الأنباء الجزائرية ردا عليها تضمن انتقادات حادة في حق نغزة التي تداولت  تقارير إعلامية جزائرية وفرنسية بعد ذلك  أنباء عن مغادرتها للخارج  وتحديدا إلى فرنسا، عقب “تلقّيها تهديدات”.

هل يمكن للمرأة العربية أن تتولى المنصب الأعلى بالدولة ؟

قد تكون بعض المجتمعات العربية أكثر تشددا من مجتمعات أخرى في مسألة تقبل المرأة في المجال السياسي كونه لم يعتاد المشهد ، ومع أنه ليس نادرا اليوم مشاهدة نساء تقارعن السياسة في عدد من الدول العربية ,

إلا أن لا توجد امرأة عربية تولت منصب الرئيس بشكل رسمي ، إن الحركات النسوية والتغييرات القانونية والسياسية قد تفتح الباب لمزيد من التقدم في هذا الاتجاه في المستقبل.

في حين هناك عدة دراسات أجريت حول الموضوع ( تولي المرأة المنصب الأعلى في البلاد)، أظهرت النتائج بوضوح بين مؤيد و معارض :

  • هناك من يرى أن  جنس الحاكم لا يهمه بل الأهم هو من يدير شؤون الدولة بكفاءة و أن القيادة لا تتوقف على الرجل فقط بل على القدرات الذاتية للشخص.
  • الذين يرون العكس كُثُر، ولا يقتصر هذا الرأي على الرجال فقط، بل إن بعض النساء يقفن أيضًا ضد الفكرة.

الموقف الديني من تولي المرأة القيادة السياسية والمناصب العليا

من الجانب الديني، هناك تفسيرات مختلفة حول موضوع تولي المرأة للقيادة السياسية أو المنصب الأعلى في البلاد. تختلف الآراء بناءً على التفسيرات الفقهية والمذاهب الإسلامية المختلفة.

مُنحت المرأة حرية وسلطة كبيرة. زوجات النبي محمد، المشار إليهن بـ”أمهات المؤمنين”، كنّ نموذجًا لتصرفات المرأة في الإسلام، ولعبن أدوارًا مهمة في مجالات القيادة المختلفة , ظهرت العديد من النساء الرائدات في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة شهدت انتخاب نساء كقادة، بما في ذلك إندونيسيا، باكستان، وبنغلاديش

من أمثلة القيادة الدينية في عصر النبوة ما ورد في السنة والسير من أن السيدة خديجة، وهي أول امرأة تقابلنا في السنة النبوية بوصفها زوجة النبي ﷺ، كانت تقف مع رسول الله ﷺ، وتعضده في حياته، وكانت تبادر بمحاولات قيادية بما في ذلك مصلحة النبي والأمة.

كما ذكر القرآن الكريم الملكة بلقيس وأثنى عليها، متحدثًا عن رشدها، حكمتها، ذكائها، وحسن إدارتها.و قيادتها الحكيمة في قوله تعالى: “قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ”،  لا يمكن لدين رفع من قيمة المرأة بهذه الطريقة أن يقلل من شأنها بأي شكل من الأشكال.

 

(سوشل ميديا) الملكة بلقيس، مخطوطة من القرن الخامس عشر

إلا أنه من الصعب تعميم دور المرأة في الإسلام بسبب التنوع الكبير في التفسيرات والقطاعات المختلفة. فبعض العلماء والمفسرين يرون أن هذه النصوص يجب أن تُفهم في سياقها التاريخي والاجتماعي، ولا تُعتبر قاعدة دائمة لكل زمان ومكان, وأنه لا مانع من تولي المرأة المناصب العليا إذا كانت مؤهلة وقادرة على القيام بالمهام المطلوبة منها.

في أوائل القرن العشرين، ظهرت حركة للمطالبة بحقوق النساء وحرياتهن. كان من بين رواد هذه الحركة رفعت الطهطاوي وقاسم أمين، الذين دَعَوَا إلى تحرير المرأة وتعليمها. كذلك، كانت هناك شخصيات نسائية بارزة مثل مريم النحاس، زينب فواز، وعائشة التيماري، اللاتي عملن في الحركة النسوية الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر.

في عام 1956، قادت درية شفيق حركة الاقتراع في مصر، مما ساهم في تعزيز دور النساء كقادة سياسيين في المجتمعات الإسلامية الحديثة. إلا أن التقدم في هذه الحركة يختلف بين الدول العربية وداخل القطاعات المختلفة من الإسلام.

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة