بهدؤ.. رحل..( بن يوسف) .

أُسَمِيه عند كل لقاء لنا، (بن يوسف) ، لأن اول جملة في كل لقاء لي معه يدعوني( بن عبيد). هكذا بدون القاب ولا مسميات علمية او وظيفية وكلاهما اسماء لجدينا الأكبر ين. اي اسماء عائلتينا. اسمه معروف كعلَم طبي، يشار اليه بالبنان في مدينة عدن. مهنياً، هو أ. د. صالح يحي سعيد بن يوسف، من اوائل من تخرجوا في تخصصه الدقيق جراحة الوجه والفكين. الرجل العصامي القادم من الزمن الجميل. أحد مؤسسي كلية طب الأسنان جامعة عدن ، رئيس قسم جراحة الوجه والفكين والفم ورئيس نقابة طب الأسنان. . وُلد في (يهر) في يافع. يحمل من الصفات الجميلة التي يمكن أن يحملها انسان ما يجعلك في حالة دهشة حقيقية، ويؤكد لك ذلك كل من عرفه . فلست امتدحه كصديق مقرّب لي، فمثله لا يعوز ذلك. حمل كل النقاء، كل الثقة و الصدق والمصداقية في التعامل ،كل الشجاعة و الجرأة في المصارحة، وقول الحقيقة. نضيف اليد، مستقيم. مواجه شرس لكل انواع الظلم ،لديه من الكرم ما يكفي لمجموعة من الكرام الحقيقيين.انه رجل نادر بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هذا الرجل القادم من طفولة مضنية، ذات ظروف غاية الصعوبة عل مستويات عدة في تلك المرحلة من الحياة لم تغيره ظروف الحياة بعد وصوله الى قمة الهرم في سلم الحياة الإجتماعية بل جعلته ينظر إلى البشر بصورة معاكسة مليئة بحب المساعدة والعون للآخرين. حكى لي مرة، كيف كان يدخر حذائه المدرسي وهو تلميذ في الإبتدائية، بلبسه في المدرسة، وخلعه عند القدوم اليها و المغادرة. الم اقل لكم أنه رجل من زمن جميل كان يصنع الرجال في أقسى الظروف. ارويها للأجيال كي يعرفوا أن من يريد الإرتقاء في الحياة فبإمكانه فعل ذلك، متى ما استطاع ان يهزم الظروف الصعبة،أيا كانت، بالإرادة والإيمان بالهدف الذي وضعه امامه.
وداعاً.. (بن يوسف)!! .. لكننا سنلتقي حتما ذات يوم. 🌹