الدراما اليمنية تتجنّب الحرب وآثارها: قضايا اجتماعية و”كنوز تاريخية”!

الدراما اليمنية تتجنّب الحرب وآثارها: قضايا اجتماعية و”كنوز تاريخية”!

البوكس نيوز – رياضة – نتحدث اليوم حول الدراما اليمنية تتجنّب الحرب وآثارها: قضايا اجتماعية و”كنوز تاريخية”! والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول الدراما اليمنية تتجنّب الحرب وآثارها: قضايا اجتماعية و”كنوز تاريخية”!، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.

سجّلت الدراما اليمنية هذا العام حضورًا فاعلًا على مختلف المحطات التلفزيونية، وحاولت الاقتراب من مظاهر الصراع الذي يعصف بالبلاد منذ تسعة أعوام من خلال استدعاء الموروث التاريخي، ومحاكات الرموز الوطنية، لكنها بشكل عام تجنّبت الاقتراب من الحرب والتداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خلّفتها على هذا البلد الذي لا يزال حتى اليوم يُصنّف بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم. 

ولأنّ الدراما في اليمن موسمية، فقد تنافست طوال شهر رمضان المحطات التلفزيونية على استقطاب أكبر عدد من جمهور المشاهدين، وتسابقت الشركات المنتجة على الترويج لما أنتجته، مع أنّ هذه الأعمال تجنّبت تناول الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد سواء كان ذلك من جهة تقسيمها إلى مناطق نفوذ لجماعات مختلفة، أو من جهة الأزمة الإنسانية التي تعصف بأكثر من 17 مليون من سكانها، أو النزوح والتشرّد وانهيار المنظومة الصحية وتراجع مستوى التعليم، وخسارة النساء كل المكاسب التي كانت قد تكوّنت طوال العقود الستة الماضية مع قيام النظام الجمهوري.

مع هذا، وبدون وجود تفسير معقول لهذا الغياب، كما لا يُعرف لماذا تجاهل النقاد ذلك، خاصة وأنّ تأثيرات هذا الصراع قد امتدت إلى قاع المجتمع ومزّقته كما تمزّقت الخريطة اليمنية ذاتها، بقيت النقاشات التي صاحبت هذه العروض تتركّز في مجملها على أداء الممثلين وعلى ضعف السيناريو والإخراج، وهي انتقادات تتكرّر كل عام، وكان لافتًا أنّ الانتقادات لم تتناول بُعد هذه المسلسلات عن الواقع اليمني الذي تشكّل كنتيجة طبيعية للصراع المتواصل منذ العام 2014 حين اقتحم الحوثيون صنعاء واستولوا على السلطة بالقوة.

إلا أنّ بعض الأعمال اقترب من مظاهر الصراع السياسي بين الحوثيين وخصومهم بشأن الهوية التاريخية لليمن، وإن على استحياء من خلال استحضار مسمّيات تاريخية يمجّدها المعارضون للجماعة التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال البلاد، وبرز ذلك جليًا في مسلسل “قرية الوعل”، أو مسلسل “ماء الذهب”، لكنّ الغالب في تلك المسلسلات ناقش قضايا اجتماعية متجذرّة في الواقع اليمني مثل الصراع على زعامة القبيلة، ودور النساء، والبحث عن كنوز تاريخية في إطار الحديث الحذر عن استحضار الأبطال التاريخيين لليمن.

بين “الكنز الحقيقي”.. و”الخيط السردي”

القاصّة سهير السمان، ترى في مسلسل “ماء الذهب” انعطافه جديدة هادفة وعميقة، لأنه يكشف عن آثار اليمن العظيمة وطبيعته الخلابة بقدرات فنية متقدمة، من خلال البحث عن كنوز ملوك اليمن القدماء في قريةٍ يصبح مَن يغامر بدخولها في عداد المفقودين. واعتبرت  السمان ذلك إسقاطًا ذكيًا لكل من يحاول أن يطمس تاريخ هذا البلد. ورسالة لأبناء اليمن أنّ الكنز الحقيقي هو الأرض التي بين أيدينا.

لكن الباحث مصطفى ناجي لديه قراءة مغايرة، ويقول إنّ هذا المسلسل قد يكون “مدرسة يمنية خاصة تحتاج إلى وقت لتنضج أفكارها”، ويرى أنّ طاقم التمثيل متميّز ومحترف في أغلبه، سواء في الحديث أو الصمت، حيث تسير الجمل الملفوظة في الغالب بشكل متعاقب كأنّ كلّ واحدة منها مستقلة عن الأخرى وكل مشهد جزئي يحمل مفاجأته الخاصة به وليس كل حلقة لها وحدة موضوعية ثرية بالمشاهد المتتابعة و”الخيط السردي”، معتبرًا أنّ هذا المسلسل ينتمي إلى “الأفلام قليلة الكلفة التي تدور أحداثها في غرفة واحدة”.

ويفضّل ناجي مسلسل “ممر آمن” لواقعيّته المتخيلة وهويته الضوئية وحواريته المشبّعة، رغم أنه ينتقد أداء بعض الممثلين لأنهم لا يزالون يحسبون أنفسهم في المسرح المدرسي ويبالغون في لغة الوجه الإيمائية، كما أنّ هناك منبرية خطابية عالية وتكثيفًا بيداغوجيًا في توجيه رسائل قيمية، و لكنه يشير إلى أنّ هذا لا يعيب المسلسل إجمالًا.

المرأة.. والقبيلة والمجتمع

أما المحامية أمل الصبري، فتشيد بكاتب ومخرج مسلسل “دروب المرجلة”، وقالت إنّ أجمل ما فيه هو إبرازه الدور الحقيقي للمرأة في المجتمع اليمني من خلال تجسيد دورها في  الأسرة والقبيلة والمجتمع، فهو قدّم المرأة اليمنية بأنها صاحبة حضور قوي في كيان المجتمع خلافًا للصورة السلبية التي يتم تروجيها في وسائل الإعلام، مطالبةً المنتجين بالتركيز على المسلسلات التي تعزّز دور مشاركة المرأة في بناء المجتمع والنهوض به إلى السلام والتنمية. 

ذائقة الجمهور.. والنقد المتخصّص

من جهته، يعيد الصحافي محفوظ الشامي أسباب عدم رضا الجمهور اليمني عن الإنتاج الدرامي في اليمن، إلى التشابه في مضامين المسلسلات الرمضانية، التي لا تلبي تطلعاته، وقال إنّ “ذائقة الجمهور” ارتفعت بفعل مشاهداته للدراما العربية وكذا العالمية، وتأثّره بها، ولهذا فعند عودته إلى المحلية يجد الفجوة؛ وهو ما أحال المتلقين في السنوات الأخيرة إلى ساخطِين ومنتقِدين في منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

وبعيدًا عن النقد الذي وُجّه لكل هذه الأعمال، فإنّ الصحافي فتحي بن الأزرق يؤكد أنه ورغم الصعوبات المهولة التي تحيط بالمبدع اليمني، فقد سجّلت مثلًا “الحلقة 28” من مسلسل “دروب المرجلة” نسبة مشاهدة بلغت أكثر من مليون مشاهدة على “يوتيوب”، إضافة إلى مئات الآلاف من المشاهدات لمسلسلات “خروج  نهائي” و”ماء الذهب” و”ممر آمن” وغيرها من الأعمال الجميلة.

فيما يرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء حمود العودي أنّ هذه الأعمال “هي في الإجمال جيّدة وبقدرات متواضعة يعلمها الجميع”، لكنه يرى أنّ برنامج “حيث الإنسان” الذي تبثّه “قناة بلقيس” بأثره التنموي والاجتماعي، وبرؤية واضحة ومسؤولة، هو البرنامج الأبرز على الساحة، لكنّ الجدل المعتاد كل عام في مواقع التواصل الاجتماعي كان خليطًا من النقد العام الذي لا يمتلك أدوات “النقد الفني المتخصّص”، أو عبارة عن آراء وانطباعات جمهور فضّل هذا المسلسل عن غيره أو أُعجب بأداء هذه الممثلة عن سواها، ولكن أهم ما يمكن تسجيله أنّ الدراما اليمنية تواجه “أزمة في النصوص” وفي الإمكانات خاصة في ظلّ ظروف الحرب وغياب أي دور للمؤسسات العامة في هذا الجانب، فضلًا عن افتقار البلد للبنية التحتية.

“عروبة 22”

25a275be 1234 4dea a536 8a2b3dfb0df6 - الدراما اليمنية تتجنّب الحرب وآثارها: قضايا اجتماعية و"كنوز تاريخية"!

e90f4905 d44d 4b5e 8f80 d98ffe89506f - الدراما اليمنية تتجنّب الحرب وآثارها: قضايا اجتماعية و"كنوز تاريخية"!

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة