مفهوم اقتصادى.. ما الفرق بين الركود والكساد وتأثيرهما على الدول؟ – البوكس نيوز

مفهوم اقتصادى.. ما الفرق بين الركود والكساد وتأثيرهما على الدول؟ – البوكس نيوز

البوكس نيوز – اقتصاد – نتحدث اليوم حول مفهوم اقتصادى.. ما الفرق بين الركود والكساد وتأثيرهما على الدول؟ والذي يثير الكثير من الاهتمام والجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكما سنتناول بالتفصيل حول مفهوم اقتصادى.. ما الفرق بين الركود والكساد وتأثيرهما على الدول؟، وتعد هذا المقالة جزءًا من سلسلة المقالات التي ينشرها البوكس نيوز بشكل عام.


في أوقات التباطؤ الاقتصادي، يإن الجميع وتمر الأوقات صعبة مريرة على الجميع، في تلك الفترات، يقلق كل فرد على فقدان وظيفته، ويتخوف من عدم القدرة على سداد الفواتير أو تحمل أعباء الحياة اليومية.


وربما سمع الكثيرون عن مصطلح الركود (Recession) ومصطلح الكساد (Depression)، لكن من الممكن إيجاد صعوبة في التمييز بينهما.

ما مفهوم الركود؟


يعرف الركود الاقتصادي بحسب سى ان بى سى عربية بأنه تراجع في الناتج المحلي الإجمالي على مدار ربعين سنويين متواليين، لكن ليس ببساطة التأكد من وقوع اقتصاد ما تحت براثن الركود، فمن الممكن أن تشهد الشركات والمحللين انخفاضاً في الناتج المحلي الإجمالي لفترة من الوقت، لكن لا يعني ذلك بالضرورة أنه ركود.


وأوضح المكتب الوطني للدراسات الاقتصادية (NBER) مفهوم الركود بأنه انكماش ملحوظ في النشاط الاقتصادي يطال كافة جوانب الاقتصاد ويستمر لأكثر من عدة أشهر، كما يتجسد في بعض العلامات مثل:


–        انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي


–        انخفاض في الدخل الحقيقي


–        ارتفاع في معدل البطالة


–        تباطؤ في مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي


–        ضعف إنفاق المستهلكين


وذهب NBER بعيداً عن ذلك بالقول إن الركود الاقتصاد لا يمكن التعرف عليه بعلامة واحدة، لكن عدد من هذه العلامات يمكن أن يحدث بشكل متزامن، بمعنى أنه لو حدث انكماش في الناتج المحلي الإجمالي، فإن ذلك يمكن أن يصحبه ضعف في الإنفاق أو ارتفاع في البطالة.


من الناحية التاريخية، مرت البشرية بنحو 50 فترة من الركود الاقتصادي بداية من هلع النحاس عام 1785 إلى الركود العظيم عام 2008، كما واجه العالم ركوداً اقتصادياً خلال أول شهرين من عام 2020 بالتزامن مع جائحة “كورونا”، وعلى مدار القرنين التاسع عشر والعشرين، كان حدوث ركود اقتصادي أمر شائع.


من علامات الركود الشائعة أيضاً منحى عائد السندات المقلوب حيث يعول العديد من المحللين عليه كمؤشر موثوق يلمح إلى حدوث ركود اقتصادي، ويحدث عندما يتجاوز العائد على السندات طويلة الأجل نظيره على السندات قصيرة الأجل نظرا لأن السندات طويلة الأجل أعلى خطورة من الناحية الاستثمارية، وعندما يقبل عليها المستثمرون، فإن ذلك ينذر بتراجع في النشاط الاقتصادي.


ومنذ عام 1955، كان منحى العائد المقلوب بمثابة مؤشر ذي موثوقية في التنبؤ بحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.

إذاً: ما هو الكساد الاقتصادي؟


عرف الكساد بأنه انخفاض شديد في النشاط الاقتصادي، ويستمر لعدة سنوات، لكن التعريف الدقيق للكساد والمؤشرات التي تنذر بوقوعه أقل وضوحاً عند المقارنة بالركود.


من الممكن تبسيط الأمر بالقول إن الكساد عبارة عن ركود اقتصادي شديد وأكثر قسوة وأوسع نطاقاً.


وعن الفترة الزمنية للكساد، فإن الاقتصاديين منقسمون بشأنها، فالبعض يرى أن الكساد يعد انخفاضا مستمرا في النشاط الاقتصادي، والبعض الآخر يرى أن الاقتصاد يقال بأنه في حالة كساد عندما يستمر انكماشه لسنوات حتى يعود قرب أدائه المعهود.


لاحظ بعض المراقبين أن الركود الاقتصادي يحدث داخل إطار اقتصاد وحدود دولة ما، في حين ربما يتشفى الكساد عالمياً.


يفهم مما سبق أن الكساد يمتد لسنوات، وليس لأشهر، ومن الممكن التعرف على الكساد من خلال علامات مثل ارتفاع كبير في معدل البطالة وانكماش شديد في الناتج المحلي الإجمالي يمكن أن يتجاوز تأثيره حدود دولة إلى العديد من الاقتصادات الكبرى حول العالم.


ولعل الحدث الأبرز والأكثر قسوة في هذا الشأن هو ما عرف بالكساد العظيم والذي امتد من عام 1929 حتى عام 1939.


بدأ الكساد العظيم في أميركا عام 1929 قبل أن يمتد إلى دول العالم لا سيما دول أوروبا.، ولم يؤدي حدث واحد إلى الكساد وقتها، بل تزامنت سلسلة من الأحداث السلبية لتقود العالم إلى الكساد ابتداء من انهيار سوق الأسهم الأميركية عام 1929 وأزمة Dust Bowl.


Dust Bowl وقعت خلال ثلاثينيات القرن الماضي وتعرف بـ” قصعة الغبار أو الثلاثينيات القذرة”، وهما مصطلحان يطلقان على أزمة حينما سادت المنطقة الوسطى من الولايات المتحدة الأميركية فترة من الجفاف الحاد امتدت من 1930-1936 وفي بعض المناطق حتى 1940. أدى الجفاف الحاد والممارسات الزراعية السيئة إلى تدهور الغطاء النباتي وبنية التربة، مما ساعد على انتشار عواصف الغبار (ومن هنا جاء الاسم). امتد تأثير هذه الكارثة من تكساس جنوباً إلى كندا شمالاً.


عندما بدأ انهيار سوق الأسهم الأميركية، تبعه سلسلة من الأحداث السلبية مثل هبوط حاد في إنفاق المستهلكين وضعف شديد في الاستثمار مما أدى بدوره إلى تراجع النشاط الصناعي، ومن ثم زيادة البطالة وحالات إفلاس في القطاع المصرفي.


ومن أبرز ملامح الكساد العظيم في الولايات المتحدة ارتفاع معدل البطالة إلى 24.9%، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 30%، أي فقدان الاقتصاد نحو ثلث قيمته.


 

وفي نهاية مقالتنا إذا كان لديك أي اقتراحات أو ملاحظات حول الخبر، فلا تتردد في مرسلتنا، فنحن نقدر تعليقاتكم ونسعى جاهدين لتلبية احتياجاتكم وتطوير الموقع بما يتناسب مع تطلعاتكم ونشكرًكم علي زيارتكم لنا، ونتمنى لكم قضاء وقت ممتع ومفيد معنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: لا يمكنك نسخ المقالة